-->

موضوع كامل: العمل والكسب في الإسلام

موضوع كامل: العمل والكسب في الإسلام


المحتويات
1- دعوة الإسلام إلى العمل
2- الكسب عن طريق العمل المشروع
3- ميادين العمل المباحة
4- أهمية العمل
    الخلاصة

قال الله تعالى :
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
سورة الملك. الأية : 15

ذلولا : سهلة أي أن الله تعالى سهل الأرض بجعلها منقادة للإنسان يستطيع السير عليها والإنتفاع بخيراتها.
مناكبها : جمع منكب وهو مجتمع رأس الكتف والأصل فيه الطرف والجانب.

1- دعوة الإسلام إلى العمل

إن الإنسان منذ وجد وهو يعمل كادحا في تحصيل قوته وسد رمقه وحتى الحيوانات تشعر شعورا ذاتيا بضرورة العمل لعيشها فتراها دائبة في تحصيل قوتها ، من هنا دعا الإسلام الناس إلى العمل بإعتباره وسيلة لعمارة الأرض وإسعاد البشرية .
وقد وردت أحاديث كثيرة تحض على العمل والسعي في تحصيل الرزق وتعتبر أفضل أنواع العبادات والطاعات ليتسابق المسلمون إليه ، فينعمون بخير الدنيا وجزاء الأخرة ولهم في سير الأنبياء والرسل أسوة حسنة ، فقد ثبت أنه مابعث الله نبيا إلا كان عاملا كادحا فسيدنا داود عليه السلام ألان الحديد فكان يصنع منه الدروع ويأكل من عرق جبينه.
 قال تعالى : وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11)
والرسول صلى الله عليه وسلم كان قبل البعثة يرعى الغنم ويشتغل بالتجارة وبعد البعثة كان يعمل مع صحابته ويشاركهم في أعمالهم وأتعابهم فعن أبي هريرة أنه عليه السلام "كان يرعى الغنم لأهل مكة على قراريط "

2- الكسب عن طريق العمل المشروع

مادام العمل هو المصدر الوحيد لعمران الأرض وإستخراج كنوزها والوسيلة الأولى لحفظ الإنسان وضمان عيشيه وإستقراره في الحياة ، فإننا نرى الإسلام يحض على الكسب عن طريق العمل ويرسم لذالك منهاجا قويما يقي الإنسان من الوقوع في إتيان الأعمال المحرمة :
كالتعامل بالربا والإحتكار والإحتيال على الناس وأكل أموالهم بالباطل
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أورده أحمد : (إن أشرف مكسب كسب الرجل من يده ).
كما أن ذاك المنهاج يجنب المسلم مساوئ التواني والخمول ويقيه من مغبة التقاعس والتواكل ﻷن في ذالك تعارضا والأخد بأسباب العمل التي تقتضي الكد والسعي وعدم الركون إلى الدعة ولو توفرت أسباب العيش.
فالمسلم الحق هو الذي يسعى إلى كسب رزقه ويجد في طلبه متوكلا على الله في سعيه وطلبه فعن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا " 

3- ميادين العمل المباحة في الإسلام

لم يكتف الإسلام بالدعوة إلى العمل والحث عليه بل كره الكسل وحرم البطالة ومقت صاحبها ، لأنها تؤدي إلى فقره وسقوطه وذهاب مروؤته فقررالإنسان مزاولة جميع أنواع العمل المشروعة ولو كانت يدوية بسيطة يترفع عن مزاولتها بعض الناس ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ﻷن يأخد أحدكم حبله فيأتي بحزمة من الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه ".
وميادين العمل في الإسلام كثيرة ليس على الإنسان إلا أن يمارس منها مايلائم مؤهلاته العقلية والجسمية.
أما أنواع العمل المشروعة فهي كثيرة ومتعددة أهمها:

أ- الفلاحة :

 دعا الإسلام إلى الإشتغال بغراسة الأرض وحراثتها والحرص على رعايتها بالأسمدة والسقي ، ﻷن الأرض مصدر للحصول على غذاء الإنسان والحيوان معا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مامن مسلم يغرس أو يزرع زرعا فيأكل طير منه أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة" رواه البخاري.

ب-التجارة :

 وكما رغب الإسلام في تعاطي الأعمال الزراعية فقد رغب أيضا في مزاولة جميع أنواع التجارة المشروعة ﻷن نفعها يعم التاجر والمستهلك معا كما تعد التجارة سببا من أسباب تنمية المال الذي هو قوام الحياة المادية للفرد والمجتمع بشرط إخلاص العمل فيها وتحري عدم التعامل بالربا ومختلف صور الغش كالتطفيف في الكيل والميزان قال تعالى : " وأحل الله البيع وحرم الربا" وقال عز وجل أيضا : ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون"

ج-الصناعة :

 تعتبر الصناعة كذالك من أهم الأعمال التي تساهم في بناء إقتصاد الأمم ونمائها وتؤدي إلى الرفاه الإجتماعي ، ولاأدل على أهميتها من تسخير صناعة المعادن لبني البشر فقد قال تعالى : " وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس ".
وكذالك إلهامه سبحانه لنوح عليه السلام صناعة السفينة حماية له ولمن معه من الطوفان العارم ، قال تعالى: "  واصنع الفلك بأعيننا ووحينا "
وقد اتخذت الصناعة في تطورها أشكاﻻ مختلفة في مثل صناعة النسيج،وصناعة ألالات الثقيلة ،والصناعة التقليدية ، فعلى المسلم أن يواكب الحياة في تطورها حتى ﻻيتخلف عن الركب.

د-اﻷعمال الفكرية :

 وهي اﻷعمال التي يكون المجهود اﻷساسي فيها تفكريا كأعمال العلماء والمخترعين والمهندسين واﻷطباء ، ورجال التعليم، ولهذه اﻷعمال من نتائج في تطوير الحياة العامة ﻷي مجتمع من المجتمعات اﻹنسانية مثل ما يكون لسائر اﻷعمال اﻷخرى من النتائج، وأنها تنتشر بمقدار ما تنشر الحضارة بل هي مصدر تقدم الحياة وتطور شؤونها، قال تعالى : "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات"
                                              

  4-أهمية العمل

حض الإسلام على العمل ومقت البطالة والتقاعس عن العمل إذ لو ترك الفرد عمله لحرمت الجماعة ثمرة سعيه ولحل به وبها ضرر محتوم ، وكلما كثر العاطلون كان الحرمان أشمل والضرر أشد فلا تجد الأمة من يتعد مرافقها ويسهر على شؤونها الزراعية والصناعية والتجارية ، ولاتجد مايسد حاجاتها من المنتوجات وضروريات الحياة ، فيعم الغلاء ويكثر النهب وتنتشر السرقة والجرائم وتفشو الأمراض فتتعطل مصالح الأمة ويسرع إليها الفناء.

خلاصة الموضوع.

  • دعا الإسلام إلى العمل بإعتباره وسيلة ﻹعمار الأرض وإسعاد البشرية ومقت في الوقت نفسه السلبية والتواكل.
  • للناس أسوة حسنة في سير الأنبياء فقد ثبت أنه مابعث الله النبي إلا كان عاملا يأكل من عرق جبينه.
  • ميادين العمل كثيرة ليس على الإنسان إلا أن يزاول منها مايناسب مؤهلاته العقلية والجسمية بشرط أن تكون أعمالا مشروعة كالتجارة والزراعة والصناعة والأعمال الفكرية.
  • للعمل أهمية كبرى في تقدم الأمم وإزدهار مرافقها في مختلف الميادين الإقتصادية والعمرانية.
فريق الموقع
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع أزهار التعليمية .

جديد قسم : دين

إرسال تعليق

احصل على آخر المواضيع من هذا الموقع عبر البريد الإلكتروني مجانًا!